الأخطاء الطبية تمثل أحد التحديات الكبيرة في المجال الصحي، حيث قد تؤدي هذه الأخطاء الطبية الى مضاعفات خطيرة للمرضى وتعرض الأطباء للمساءلة القانونية بناءً على نظام مزاولة المهن الصحية. لذلك، من الضروري أن يتبع الأطباء مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية للحد من الأخطاء وتعزيز جودة الرعاية الصحية لديهم. ومن خلال هذه المقالة، سنتناول أبرز الطرق التي تساعد الطبيب على حماية نفسه من الأخطاء الطبية والتي قد يكون بسببها عرضةً للمسائلة القانونية حيال هذه الاخطاء.

يجب على الطبيب الالتزام بالبروتوكولات والإجراءات الطبية المفروضة على الطبيب

اتباع الطبيب للأنظمة وللإرشادات والبروتوكولات الطبية الموصى بها من قبل المؤسسات الصحية العالمية، يساعد في تقليل الأخطاء الطبية لدى الطبيب. حيث أنه يجب على الطبيب التأكد من تحديث معرفته بهذه الأنظمة و الإرشادات بانتظام وتطبيقها في جميع مراحل التشخيص والعلاج لكي لا يكون عرضةً للمسائلة القانونية المدنية والواردة في نظام مزاولة المهن الصحية في المملكة.

يجب على الطبيب التطوير المستمر لمعرفة المعلومات الطبية

يجب على الأطباء مواكبة أحدث التطورات في المجال الطبي وذلك من خلال الاتي:

• حضور المؤتمرات الطبية وورش العمل.
• الاشتراك في المجلات العلمية والدوريات الطبية مثل The New England Journal of Medicine وThe Lancet.
• الانضمام إلى الدورات التدريبية المتخصصة في أحدث أساليب التشخيص والعلاج.

 يجب على الطبيب دائماً توثيق المعلومات الطبية بدقة واتقان من اجل تفادي أي مشاكل مستقبلاُ

توثيق الطبيب للمعلومات الطبية يساعد بشكل فعال في تجنب الأخطاء الطبية، ويعدّ دليلًا هامًا عند الحاجة إلى مراجعة القرارات الطبية التي تنتج من قبل العيادة او الطبيب ذاته. حيث أنه يجب أن يشمل التوثيق:

• تفاصيل التاريخ المرضي للمريض.
• الفحوصات والإجراءات التي تم تنفيذها والتي يحتاج اليها المريض.
• الأدوية الموصوفة وجرعاتها وطرق تعاطيها.
• التوصيات الطبية والمتابعة المستمرة لحالة المريض.
• كما ننصح دائماً باستخدام السجلات الطبية الإلكترونية (EHR) الذي يعزز الدقة ويقلل من الأخطاء الناتجة عن الكتابة اليدوية غير الواضحة.

 ضرورة قيام الطبيب بالتواصل الفعّال مع المرضى والفريق الطبي التابع له

التواصل الجيد يقلل من حدوث الأخطاء الطبية. ومن النصائح الهامة والواجب اخذها بعين الاعتبار:

• الاستماع الجيد للمريض والتأكد من فهم للتشخيص والعلاج.
• التعاون والتنسيق مع أفراد الفريق الطبي لضمان تنفيذ الخطة العلاجية بشكل سليم وصحيح.
• التأكد من أن المريض أو أفراد أسرته يفهمون الإرشادات الطبية بشكل واضح والمزودة لهم من قبل الفريق الطبي.

 قبل صرف الادوية للمريض يجب على الطبيب التأكد من صحة الأدوية والجرعات الموصوفة للمريض

تعتبر الأخطاء الدوائية من أكثر الأخطاء الطبية شيوعًا وذلك حسب ما ورد في نص المادة 27 من نظام مزاولة المهن الصحية. لذا، يجب على الطبيب مراعاة الاتي:

• التحقق من التفاعلات الدوائية المحتملة قبل وصف العلاج.
• التأكد من الجرعات المناسبة بناءً على وزن المريض وعمره وحالته الصحية.
• كتابة الوصفات بوضوح أو استخدام النظام الإلكتروني للوصفات الطبية.

 اتباع معايير السلامة في العمليات الجراحية والإجراءات الطبية

يجب على الأطباء الذين يجرون عمليات جراحية أو إجراءات طبية معقدة أن يحرصوا على:

1. إجراء فحص شامل قبل العملية للتأكد من استعداد المريض.
2. التأكد من هوية المريض والإجراء المطلوب من خلال مراجعة بياناته.
3. إجراء “توقف السلامة” قبل الجراحة (Surgical Time Out) للتحقق من جميع التفاصيل المهمة مع الفريق الطبي.

 الحصول على تأمين ضد الأخطاء الطبية

يعد التأمين ضد الأخطاء الطبية وسيلة مهمة لحماية الطبيب من التبعات المالية والقانونية المحتملة في حال حدوث خطأ غير مقصود. فمن الضروري اختيار شركة تأمين تقدم تغطية مناسبة للمتطلبات المهنية وتغطي كافة الاثار حيال ممارسة المهنة من قبل الممارس الصحي.

إقرأ أيضاً: كيفية اثبات وجود الخطا الطبي ورفع الدعوى القضائية

 طلب المشورة القانونية عند الحاجة

في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استشارة محامٍ مختص بالقضايا الطبية وذلك لفهم الحقوق والمسؤوليات القانونية للطبيب والواردة في نظام مزاولة المهن الصحية في المملكة، وخاصة في حالات الشكاوى أو النزاعات القانونية التي قد تنشأ من أي طرف ضد الطبيب.

تواصل مع محامٍ مختص بقضايا الأخطاء الطبية من خلال تطبيق شورى

من خلال تطبيق شورى، يمكنك التواصل مباشرةً مع محامٍ مختص في قضايا الأخطاء الطبية، حيث سيقوم المحامي بمراجعة تفاصيل حالتك، تقديم المشورة القانونية المناسبة، وإرشادك حول الإجراءات القانونية اللازمة لحفظ حقوقك. يتيح لك التطبيق إمكانية الحصول على استشارة موثوقة بكل سهولة وسرعة، دون الحاجة إلى زيارة مكتب محاماة.

في النهاية

حماية الطبيب من الأخطاء الطبية تتطلب التزامًا مستمرًا بالمعايير المهنية والتقنيات الحديثة، وذلك من خلال تطبيق هذه الإجراءات المنوه عنها سلفاً، يمكن تقليل المخاطر وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة، مما يعود بالفائدة على الطبيب والمريض على حد سواء ويحد من وجود الأخطاء الطبية التي قد تأثر على الطبيب أو على المريض ذاته.